وجاء في الأمثال السائرة: "ليس للأمور بصاحب من لم ينظر في العواقب", وقيل: "العاقل من يرى مقر سهمه من رميته يضرب في النظر في العواقب", وقيل: "النظر في العواقب تلقيح للعقول". (?)
فالعاقل من ينظر بعقله, ويتدبر في أمره, ولا يفتتن بنظره, قال الشاعر:
لا تغْتَررْ بعيونٍ ينظرونَ بها ... فإنما هيَ أحداقٌ وأجفانٌ
كمْ مُقْلَةٍ ذهبتْ في الغيِّ مذهبها ... بنظرةٍ هي شانٌ أو لها شان
فانظرْ بعقلكَ إن العينَ كاذبةٌ ... واسمعْ بِحسّكَ إن السمعَ خوَّان
ولا تقُلْ: كل ذي عينٍ له نَظرٌ ... إن الرعاةَ تَرَى ما لا يرى الضان (?)
ويرحم الله القائل:
إِنَّ الشَجاعَةَ في القُلوبِ كَثيرَةٌ ... وَوَجَدتُ شُجعانَ العُقولِ قَليلا (?)
أما أبو الطيب المتنبي فهو يرى: أن الإنسان العاقل يعاني ويتعب فيقول:
ذو العَقلِ يَشقى في النَعيمِ بِعَقلِه ... وَأَخو الجَهالَةِ في الشَقاوَةِ يَنعَمُ
ولكننا نرى المتنبي يهجو من يصف العجز بأنه عقل فيقول:
يَرى الجُبَناءُ أَنَّ العَجزَ عَقلٌ ... وَتِلكَ خَديعَةُ الطَبعِ اللَئيمِ (?)
أما ابن الوردي فهو يقول في قبح تضييع العقل والاستسلام للرغبة والشهوة: