يحييهم، فأحاط بأعمالهم كلها خيرها وشرها، وجزاء تلك الأعمال وتفاصيل ذلك في دار القرار (?) ، سبحانه فهو يحيي الأرض بعد موتها: {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (?) .
وقال الحليمي في معنى العليم: انه المدرك لما يدركه المخلوقون بعقولهم وحواسهم ما لا يستطيعون إدراكه من غير أن يكون موصوفاً بعقل أو حس، وذلك راجع إلى انه لا يعزب ولا يغيب عنه شيء، ولا يعجزه إدراك شيء كما يعجز عن ذلك من لا عقل له أو حس له من المخلوقين، ومعنى ذلك انه لا يشبهم ولا يشبهونه.
وقال أبو سليمان الخطابي: العليم هو العالم بالسرائر والخفيات التي لا يدركه علم الخلق، وجاء على بناء فعيل للمبالغة في وصفه بكمال العلم (?) ، والنصوص في ذكر إحاطة علم الله وتفصيل دقائق معلوماته كثيرة جدا لا داعي لنقلها كونها معلومة في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وانه لا يعزب عنه مثقال ذره في الأرض ولا في السماء، وانه الذي أحاط علمه بالظواهر والبواطن والسرائر والخفيات والأمور المتقدمة