والعلم زينٌ بين الأخلاء, وسلاح على الأعداء, وقد روى أبو طالب في أماليه (?) (حكاية) قال: حكى لنا أبو الحسن علي بن مهدي الطبراني أن الأصمعي روى عنه قال: رآني أعرابي فقال: يا أخ الحضر عليك بلزوم ما أنت فيه فإن العلم زين في المجالس, وحلية بين الاخوان, وصاحب في الغربة, ودليل على المروءة, ثم أنشأ يقول:
تَعَلَّم فَلَيسَ المَرءُ يولَدُ عالِماً ... وَلَيسَ أَخو عِلمٍ كَمَن هُوَ جاهِلُ
فَرُبَ كَبيرَ القَومِ لا عِلمَ عِندَهُ ... صَغيرٌ إِذا اِلتَفَّت عَلَيهِ الجَحافِلُ
وقديماً قيل:
العلم زين يا فتى ... والخط طوق من ذهب
إذا كان المال ينفد ويفنى؛ فإن العلم ينفع ويبقى, ولهذا فإن العقلاء من الناس يسعون لاكتسابه, ويعملون على احتساب ذخره وثوابه, قال الشاعر:
العِلمُ كَنزٌ وَذُخرٌ لا نَفادَ لَهُ ... نِعمَ القَرينُ إِذا ما صاحَبَ صُحبا
قَد يَجمَعُ المَرءُ مالاً ثُمَّ يُسلَبُهُ ... عَمّا قَليلٍ فَيَلقى الذُلَّ وَالحَرَبا
وَجامِعُ العِلمِ مَغبوطٌ بِهِ أَبَداً ... وَلا يُحاذِر مِنهُ الفَوتَ وَالسَلبا
يا جامِعَ العِلمِ نِعمَ الذخرُ َجمَعُهُ ... لا تَعدِلَنَّ بِهِ دُرّاً وَلا ذَهَبا (?)