قال بعضهم يبقى هذا الاسم للولد حتى يميز ثم لايقال له بعد ذلك طفل بل صبي وحزوّر ويافع ومراهق وبالغ, وفي التهذيب يقال له طفل إلى ان يحتلم. اما الثعالبي في فقه اللغة فقد ذكر بانه: يقال للصبي إذا ولد رضيع وطفل ونقل عن الأئمة أنه مادام في الرحم فهو جنين, فإذا ولد فهو وليد, ثم مادام يرضع فهو رضيع ثم اذا قطع عنه البن فهو فطيم, ثم إذا ثبتت اسنانه فهو مثقر فإذا كان يتجاوز العشر السنين فهو مُترَعرعٌ فإذا كاد يبلغ الحلم او بلغه فهو يافعٌ ومراهقٌ فإذا احتلم واجتمعت قوته فهو حُزور واسمه في جميع هذه الاحوال غلام (?) , ولم يحدد الثعالبي زمنا معينا لكل مرحلة من المراحل التي ذكرها. ولكن الامام ابراهيم بن اسماعيل الطرابلسي ذكر ان الولد مادام في بطن امه فهو جنين فإذا ولد سمي صبي فإذا فطم سمي غلاما الى سبع سنين ثم يصير يافعا الى عشر حجج ثم يصير حُزورا الى خمس عشرة سنة وذكر ان من قارب الاحتلام فهو مراهق فإذا بلغ فهو محتلم (?) وفي الذكر الحكيم: {وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (?) .
من حق الطفل على ابويه أن يختارا له اسما حسنا جميلا في مبناه ومعناه, وذلك لانه لما كانت الاسماء قوالب للمعاني, ودالة عليها أقتضت الحكمة أن يكون بين هذه الاسماء وبين معانيها ارتباطا وتناسب, وألا يكون الاسم معها بمنزلة الاجنبي المحض الذي لاتعلق له بها, فإن حكمة الحكيم تأبى ذلك, والواقع يشهد بخلافه, بل للاسماء تأثير في المسميات وللمسميات تأثير عن أسمائها في الحسن والقبح, والخفة والثقل واللطافة والكثافة, كما قيل
وقل إن أبصرت عيناك ذا لقب ... إلا ومعناه إن فكرت في لقبه (?)
ولقد أرشدت السنة النبوية إلى ضرورة تحسين أسماء الأبناء, وأمر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الآباء أن يحسنوا تسمية أبنائهم كما جاء في الحديث (من ولد له ولد فليحسن اسمه) (?) , وفي رواية عن ابن عباس رضي الله عنهما أنهم قالوا: (يا رسول الله قد علمنا ما حق الوالد على الولد, فما حق الولد على الوالد؟ قال: أن يحسن اسمه وأن يحسن أدبه) (?) , ويفهم من هذين النصين أن من حق الطفل على أبيه أن يحسن اسمه, لأن الأسماء القبيحة تؤثر على نفسية الطفل, إذ أن بعض الأطفال يعانون من أسمائهم وقد يلحقهم البؤس والتعاسة بسبب ما يتعرضون له من