الأطفال

الاطفال زينة الحياة وزهرتها, وعماد الأمة في المستقبل واساس مستقبلها, وآمال الشعوب في استعادة مجدها وكرامتها , والاطفال ريحانة القلوب وبهجة النفوس, فطالما تشوقت القلوب لرؤيتهم وانشرحت الصدور لوجودهم, واستبشرت الارواح باستقبالهم, فسبحان من صورهم في الارحام وجعل خلقهم اية تدل على بقاء نوع الإنسان وان اصل خلقه من طين وان الذي خلقه قادر على بعثه بعد الممات يقين وفي الذكر الحكيم: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا} (?) . ويعتبر الطفل انسانا يحترم في دمه وماله وعرضه فقد سواه الله واحياه وجعله زينة للحياة كما خلق ادم من طين واسجد له الملائكة اجمعين فتبارك الله احسن الخالقين القائل: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} (?) . ويرحم الله شوقي حيث يقول:

اُذكُرِ الآيَةَ إِذ أَنتَ جَنين ... لَكَ في الظُلمَةِ لِلنورِ حَنين

كُلَّ يَومٍ لَكَ شَأنٌ في الظُلَم ... حارَ فيهِ كُلُّ بُقراطٍ عَلَم

كانَ في جَنبِكَ شَيءٌ مِن عَلَقَ ... حينَ مَسَّتهُ يَدُ اللَهِ خَفَق

صارَ حِسّاً وَحَياةً بَعدَما ... كانَ في الأَضلاعِ لَحماً وَدَما

أَحبِبِ الطِفلَ وَإِن لَم يَكُ لَك ... إِنَّما الطِفلُ عَلى الأَرضِ مَلَك

هُوَ لُطفُ اللَهِ لَو تَعلَمُهُ ... رَحِمَ اللَهُ اِمرَءاً يَرحَمُهُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015