النفس, وإرضاء الخالق, وإسعاد المخلوق, ويبصّر على حسن التعامل مع الناس, وكم دفع الشوق محباً لإسداء من يحب نصائح يعز نظيرها, فيسعد بها صغير القوم وكبيرها, وينتفع بها أميرها ووزيرها, وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

فإن قلتَ: أين أنت من ذلك, ولست من فرسان هذا الميدان وليس لك إن أردت سباحة هذا البحر يدان؟

قُلنا: نحن من أقل الناس بضاعة, وأضعفهم صناعة, غير أن ذلك لا يمنع العاقل من محاولة اكتساب الفضائل, والتشبه بالكرام, وأهل الفضائل من الأنام, وقديماً قيل:

فَتَشَبَّهوا إِن لَم تَكونوا مِثلَهُم ... إِنَّ التَشَبُّهَ بِالكِرامِ فلاحُ (?)

ولعله من خير الأعمال السعي إلى مناصحة الإخوان, والعمل على نفعهم, وإدخال السرور عليهم, ومن هذا القبيل ما جمعناه واخترناه في هذا الكتاب مما لذَ وطاب, وإن لم يكن لنا فيه أكثر من اختيار وجمع ما افترق مما تناسب واتسق من عيون شعر العرب وأمثالهم, وقصصهم وأخبارهم, ووصاياهم ومواعظهم وأذكارهم, وبيان ما يناسب ذلك, ويتفق معه من كلام الله العزيز الحكيم, أو حديث رسوله محمد عليه وآله أفضل الصلاة والتسليم, أو كلام الصحابة والآل الميامين, أو العلماء الأعلام والباحثين, وتحقيق ذلك, وابتكار بعض الأمثال, والسير على نفس المنوال الذي سلكوه,

طور بواسطة نورين ميديا © 2015