وينظر الى جانب اخر وهو التعاسة والقنوط والشقاء, وهناك انماط فلسفية واجتماعية ودينية لبعض الشعوب والامم تكرس في الانسان فلسفة الحزن والالم والقنوط, وهذه الفلسفة قد تسهم في ازدياد التعساء اليائسين من البشر, وهو خلاف للفطرة التي فطر الله الناس عليها, وعلى النقيض مما جاء به القرآن الذي يرشد بني الانسان الى كل امر فيه سعادتهم ونجاتهم وفلاحهم, ويحذر من الاعراض عن منهج الله, والابتعاد عن ذكره وشكره, فذلك احد اسباب التعاسة والشقاء, وتدبر في قول الحق تبارك وتعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى} (?) ولله در القائل:

ان حياًّ يرى الفساد صلاحا ... او يرى الهدي والرشاد فسادا

واقع في هلاكه مثلما اهلك ... سابور في السواد ايادا (?)

ان السعادة التي تبحث عنها مصدرها الايمان واليقين, وخشية الله الخالق العظيم, فالشعور بالسكينة والرضا والهدوء والصفاء تصدر من اعماق الانسان وتغمر جوارحه وروحه فيغدو مرتاحا في نفسه, سمحا في اخلاقه, بعيدا عن الانفعال والقلق, فهو انسان مطمئن مرشح لان ينعم بصحة جيدة, يحظى بمحبة وتقدير زملائة واسرته ومجتمعه, ويعود عليه ذلك الهدوء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015