وَسَلِّم دارى هذا الرجل لما دخل عليه مع ما فيه من الشر لأجل المصلحة الدينية، فدل على أن المداراة لا تتنافى مع الموالاة إذا كان فيها مصلحة راجحة من كف الشر والتأليف أو تقليل الشر وتخفيفه، وهذا من مناهج الدعوة إلى الله تعالى. ومن ذلك مداراة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلِّم للمنافقين في المدينة خشية شرهم وتأليفًا لهم ولغيرهم (?) . وفي الامثال السائرة: "قارب الناس في عقولهم تسلم من غوائلهم" وفي الحديث:" أفضل الأعمال بعد الإيمان بالله التودد للناس" (?) وقال الشاعر:
ما دمت حيا فدار الناس كلهم ... فإنما انت في دار المداراة (?)
ؤربيريري
وقال زهير بن ابي سلمى:
وَمَن لَم يُصانِع في أُمورٍ كَثيرة ... يَضرس بِأَنيابٍ وَيوطأ بمنسمِ
ؤربيريري
واذا كانت الحياة مليئة بالمشاكل ومحفوفة بالمخاطر وربما تنقلب حياة الانسان الى شقاء لاتفه الاسباب فانه بامس الحاجة الى ان يعلم ان الله هو الذي يحميه ويحفظه ويربيه ويرشده ويرعاه ويؤيده فيجعل الولاية المطلقة لله ولايتخذ من دونه اندادا فيضل عن سبيله ويخسر حياته في الدنيا والاخرة وفي الذكر الحكيم: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ