قَالَ أَبُو عمر ابْن عبد الْبر حَافظ أهل الْمغرب روى حَدِيثه ابْن عَبَّاس وَأَبُو هُرَيْرَة وَأنس بن مَالك وَطَلْحَة بن عبيد الله رَضِي الله عَنْهُم وَكلهَا طرق صِحَاح وَذكر أَن طَلْحَة لم يسمه وَهَذَا من أبي عمر حكم بِأَن النجدي الْمَذْكُور فِي حَدِيث طَلْحَة هُوَ ضمام بن ثَعْلَبَة أَيْضا

وَفِي هَذَا نظر لِأَنَّهُ إِذا لم يسمه طَلْحَة كَمَا اعْترف أَبُو عمر بِهِ فَمن أَيْن لَهُ أَنه أَرَادَهُ بِالرجلِ الَّذِي لم يسمه وَقَوله أَنَّك تزْعم مَعَ تَصْدِيق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَهُ دَال على أَن زعم لَيْسَ مَخْصُوصًا بِالْكَذِبِ وَبِمَا لَيْسَ بمحقق بل قد يَجِيء بِمَعْنى قَالَ مُسْتَعْملا فِي الْحق الْمُحَقق وَفِي غَيره وَقد نقل مصداق ذَلِك أَبُو عمر الزَّاهِد فِي شَرحه للفصيح عَن شَيْخه أبي الْعَبَّاس ثَعْلَب عَن الْعلمَاء باللغة من الْكُوفِيّين والبصريين قَالَ أَبُو الْعَبَّاس وَمِنْه قَول الْفُقَهَاء زعم مَالك زعم الشَّافِعِي قَالَ مَعْنَاهُ كُله قَالَ وَالله أعلم

وَفِي هَذَا الحَدِيث دلَالَة على صِحَة مَا ذهب إِلَيْهِ أَئِمَّة الْعلمَاء فِي أَن الْعَوام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015