عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} فلولا أن الدعاء بمعنى العبادة لما بقى لقوله: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي} معنى.

فنقول: الربط لا يتوقف على ذلك، بل هناك ثلاثة احتمالات:

(الأول) : ما ذكر، أي يراد بالدعاء العبادة.

و (الثاني) : أن يراد بالعبادة الدعاء، فكما أن العبادة معنى مجازي للدعاء، كذلك الدعاء معنى مجازي للعبادة.

و (الثالث) : أن يراد بكليهما معناهما الحقيقي، وإنما يشكل الربط على هذا التقدير فقط، فوجه الربط على هذا ما ذكره السبكي، وقد ذكرت عبارته فيما تقدم، وقريب منه أن يقال: إن العبادة أعم من الدعاء، فمن استكبر عن الدعاء استكبر عن العبادة فتفطن.

وجملة القول في الباب أن الدعاء معناه الحقيقي طلب جلب النفع ودفع الضر، وأما كونه بمعنى العبادة فممنوع، ولو سلم فهو معنى مجازي ولا يصار إلى المجاز مع إمكان الحقيقة1.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015