الشياطين وما أضلت، أني أسألك خيرها وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر من فيها" رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
وعن أبي مغيث بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أشرف على خيبر قال لأصحابه وأنا فيهم: "قفوا" ثم قال "اللهم رب السموات وما أظللن، ورب الأرضين وما أقللن، ورب الشياطين وما أضللن، ورب الرياح وما ذرين، أسألك خير هذه القرية وخير أهلها، وأعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها، أقدموا بسم الله" وكان يقولها لكل قرية يريد يدخلها، رواه الطبراني وفيه راو لم يسم وبقية رجاله ثقات، كذا في مجمع الزوائد.
وعن قتادة قال: كان ابن مسعود إذا أراد أن يدخل قرية قال: اللهم رب السموات وما أظلت، ورب الشياطين وما أضلت، ورب الرياح وما أذرت، أسألك خيرها، وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها، رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، إلا أن قتادة لم يدرك ابن مسعود، كذا في مجمع الزوائد.
فبعض ما ذكرنا من الآيات والأحاديث ليس فيه الدعاء حتى يتوسل في إجابته، والبعض الآخر وإن كان فيه دعاء لكن ما أضيف إليه الرب لا يصلح لأن يتوسل به عند أحد من عقلاء المسلمين –كالفلق والشياطين والرياح- فالتخصيص بالذكر فيما هنالك ليس للتوسل، بل بوصفه تعالى بدلائل العظمة، وعظيم القدرة والملك.
قال النووي: قال العلماء خصهم بالذكر وإن كان تعالى رب كل المخلوقات كما تقرر في القرآن والسنة من نظائره من الإضافة إلى كل عظيم المرتبة وكبير الشأن، دون ما يستحقر ويستصغر، فيقال له سبحانه وتعالى: رب السموات ورب العرش الكريم ورب الملائكة والروح، رب المشرقين ورب المغربين، رب الناس ملك الناس إله الناس، رب العالمين رب كل شيء رب النبيين، خالق السموات والأرض، فاطر السموات والأرض، جاعل الملائكة رسلاً –فكل ذلك وشبهه وصف له سبحانه بدلائل العظمة وعظيم القدرة والملك، ولم يستعمل ذلك فيما يحتقر ويستصغر فلا يقال رب الحشرات وخالق القردة والخنازير وشبه ذلك على الإفراد وإنما يقال