ولا مرية، وأنها من أعظم القربات، وأن التوسل به واقع قبل خلقه، وبعد خلقه، في حياته وبعد وفاته، وسيكون التوسل به أيضاً بعد البعث في عرصات القيامة.

أقول: ما ذكر صاحب الرسالة بعضه غير ثابت، وبعضه غير دال على المطلوب، وبعضه مما لا يجحد مدلوله ومقتضاه خصمه، وهذا كله ظاهر مما تقدم، فتذكر.

قوله: قال في المواهب: ورحم الله ابن جابر حيث قال:

به قد أجاب الله آدم إذ دعا ... ونجي من بطن السفينة نوح

وما ضرت النار الخليل لنوره

... ومن أجله نال الفداء ذبيح

أقول: لا يدرى ابن جابر من هو، فعلى من يستدل به تعيينه وبيان سند هذين البيتين إليه حتى ينظر فيه.

قوله: وروى البيهقي عن أنس رضي الله عنه أن أعرابياً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي به وأنشد أبياتاً أولها:

أتيناك والعذراء يدمى لبانها ... وقد شغلت أم الصبي عن الطفل

إلى أن قال:

وليس لنا إلا إليك فرارنا ... وأنى فرار الخلق إلا إلى الرسل

فلم ينكر عليه صلى الله عليه وسلم هذا البيت، بل قال أنس: لما أنشد الأعرابي الأبيات قام صلى الله عليه وسلم يجرد رداءه حتى رقي المنبر فخطب ودعا لهم فلم يزل يدعو حتى أمطرت السماء.

أقول: فيه كلام من وجهين:

(الأول) : أن في سنده مسلماً الملائي وهو واه جداً، قال الذهبي في الميزان: مسلم ابن كيسان أبو عبد الله الضبي الكوفي الملائي الأعور عن أنس وعن إبراهيم النخعي وعنه الثوري وأبو وكيع الجراح بن بلبح1 قال الفلاس: متروك الحديث، وقال أحمد: لا يكتب حديثه. وقال يحيى ليس بثقة، وقال البخاري: يتكلمون فيه، وقال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015