وأما الأحاديث فمنها ما روي عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين". متفق عليه. ومنها ما روي عن عبد الله بن هشام قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر ابن الخطاب فقال له عمر: يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا والذي نفسي بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك". فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفس. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "الآن يا عمر". رواه البخاري في "باب كيف يمين النبي صلى الله عليه وسلم".
ومنها ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى" قيل: ومن أبى؟ قال: "من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى". رواه البخاري، ومنها ما روي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به". رواه في شرح السنة.
ومنها ما روي عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم حين أتاه عمر فقال: إنا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا، أفترى أن نكتب بعضها؟ فقال: "أمتهوّكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية، ولو كان موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي". رواه أحمد والبيهقي.
ومنها ما روي عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في نفر من المهاجرين والأنصار، فجاء بعير فسجد له، فقال أصحابه: يا رسول الله تسجد لك البهائم والشجر، فنحن أحق أن نسجد لك، فقال: "اعبدوا ربكم وأكرموا أخاكم، ولو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" الحديث رواه أحمد. قال العلماء في تفسير قوله "أكرموا أخاكم": أي عظموه تعظيماً يليق له بالمحبة والإكرام المشتمل على الإطاعة الظاهرية والباطنية.
ومنها ما روي عن قيس بن سعد قال: أتيت الحيرة فرأيتهم يسجدون لمرزبان لهم، فقلت: لرسولُ الله صلى الله عليه وسلم أحق أن يسجد له. فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: