دع ما ادعته النصارى في نبيهم ... واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكم
أقول: هذا القول من سيئ الأقوال وأقبحها، فإنه يقتضي جواز وصفه صلى الله عليه وسلم بغير الألوهية وإن كان ذلك الغير من موجبات الكفر والشرك أو محرماً أو كذباً أو بدعة، وهذا الحكم ما أظن أحداً من أهل العلم يستقر له قدم عليه لمخالفته نصوص الكتاب والسنة.
قوله: فليس في تعظيمه بغير صفات الربوبية شيء من الكفر والإشراك، بل ذلك من أعظم الطاعات والقربات.
أقول: هذا غلط فاحش وخطأ بين، فإن دعاء غير الله والنحر له والنذر له والطواف له والسجدة له والركوع له وغيرها من أنواع العبادة كفر وشرك، مع أنها تعظيم بغير صفات الربوبية، ودعوى كونه من أعظم الطاعات والقربات محتاجة إلى إقامة الدليل عليها.
قوله: ومن تعظيمه صلى الله عليه وسلم الفرح بليلة ولادته وقراءة المولد والقيام عند ذكر ولادته صلى الله عليه وسلم وإطعام الطعام وغير ذلك مما يعتاد الناس فعله من أنواع البر، فإن ذلك كله من تعظيمه صلى الله عليه وسلم.
أقول: هذا ادعاء بحت لا دليل عليه، بل الأمور المذكورة ليست من التعظيم في شيء، فإن التعظيم في الإطاعة، والأمور المذكورة معصية، فإنها محدثة، وكل محدثة بدعة، والبدعة مما نهى الله ورسوله عنه، فالأمور المذكورة ليست من تعظيمه صلى الله عليه وسلم، بل من تحقيره وتوهينه صلى الله عليه وسلم أعاذنا الله منه، فلولا احتمال التأويل والخطأ الاجتهادي لحكم على مرتكبها بالكفر، فإن تحقير النبي صلى الله عليه وسلم وتوهينه كفر بواح.
قوله: وقد أفردت مسألة المولد وما يتعلق بها بالتأليف، واعتنى بذلك كثير من العلماء، فألفوا في ذلك مصنفات مشحونة بالأدلة والبراهين، فلا حاجة لنا إلى الإطالة بذلك.
أقول: قد ألف غير واحد من المحققين في إثبات كون هذا العمل المحدث المبتدع