الأمة، ولا ترى فيهم أحداً يخص مولاه، بتضرعه ودعاه، ولا يكاد يمر له ببال، أنه لو دعا الله تعالى وحده ينجو من هاتيك الأهوال.
فبالله تعالى عليك قل لي: أي الفريقين من هذه الحيثية أهدى سبيلاً، وأي الداعين أقوم قيلا؟ وإلى الله سبحانه المشتكى من زمان عصفت فيه ريح الجهالة، وتلاطمت أمواج الضلالة، وغرقت سفينة الشريعة، واتخذت الاستغاثة بغير الله تعالى للنجاة ذريعة، وتعذر على العارفين الأمر بالمعروف، وحالت دون النهي عن المنكر صنوف الحتوف. اهـ.
ومما يفتى به في هذا المقام ما أنشدنيه لنفسه مفتى مصرنا مدينة السلام وهو قوله:
ولا تدع في حاجة بازاً ولا أسدا1 ... الله ربك لا تشرك به أحدا
وهو كلام يرشح منه التوحيد، ويكفى من القلادة ما أحاط بالجيد، اهـ ما في جلاء العينين.
هذا كله ما عن لي أن أذكره في هذا المقام، من كلام الأئمة الأعلام، والآن اكتب ما ألقى الله تعالى في روعي في هذا الباب، وإن كان مأخوذاً من أقوال من سلف من أهل العلم واللباب، وفي مطاوي هذا التقرير أبين إن شاء الله تعالى بعض ما أظهره الله لي من النقض والإبرام، والرد والقبول في هاتيك الأقوال، وليس المقصود منه إلا إظهار الحق والصواب من دون تعصب لقول دون قول فإنه من سيئ الخلال، فأقول مستعيناً بالرحمن الرحيم، ومتوسلاً بفضله العظيم: