يقول: ما أظن أن الله يغفل عن المأمون ولابد أن يقابله على ما اعتمده مع هذه الأمة من إدخاله هذه العلوم الفلسفية بين أهلها. أو كما قال.
ثم قال الصفدى: إن المأمون لم يبتكر النقل والتعريب بل نقل قبله كثير فإن يحيى بن خالد بن برمك عرب كثيرًا من كتب الفرس مثل كليله ودمنة، وعرب لأجله كتاب المجصطى من كتب اليونان.
والمشهور أن أول من عرب كتب اليونان خالد بن يزيد بن معاوية لما أولع يكتب الكيما.
وللتراجمة في النقل طريقان أحدهما طريق يوحنا بن الطريق وابن الناعمة الحصى وغيرهما وهو أن ينظر إلى [كل] كلمة مفردة من الكلمات اليونانية، وما تدل عليه من المعنى، فيأتي بكلمة مفردة من الكلمات العربية ترادفها في الدلالة على ذلك المعنى فيبينها، وينتقل إلى الكلمة الأخرى كذلك، حتى يأتي على جملة ما يريد تعريبه وهذه الطريقة رديئة لوجهين: أحدهما أنه لا يوجد في الكلمات العربية كلمات تقابل جميع الكلمات اليونانية، ولهذا وقع في خلال هذا التعريب كثير من الألفاظ اليونانية على خلافها. والثاني أن خواص التركيب والنسب الاسنادية لا تطابق نظيرها من لغة أخرى دائمًا، وأيضا يقع الخلل من جهة استعمال المجازات وهي كثير في جميع اللغات.