اليونانية أن يتركوا دين النصرانية، ويرجعوا إلى دين اليونانية، وتتشتت كلمتهم وتتفرق جماعتهم. فجمع الكتب في موضع وبني عليها بناء مطمسة بالحجر والجص حتى لا يوصل إليها.
فلما أفضت رياسة دولة بني العباس إلى يحيى بن خالد، وكان زنديقا، بلغة خبر الكتب التي في البناء ببلد الروم، فصانع ملك الروم الذي كان في وقته الهدايا، ولا يلتمس منه حاجة فلما أكثر عليه جمع الملك بطارقته وقال لهم: إن هذا الرجل خادم العربي قد أكثر على من هداياه، ولا يطلب مني حاجة، وما أراه إلا يلتمس حاجة، وأخاف أن تكون حاجته تشق على. وقد شغل بالي فلما جاءه رسول يحيى قال له: قل لصاحبك إن كانت له حاجة، فليذكرها، فلما أخبر الرسول يحيى رده إليه وقال له: حاجتي الكتب التي تحت البناء يرسلها إلى، أخرج منها بعض ما أحتاج وأردها إليه فلما قرأ الرومي كتابه استطار فرحًا، وجمع البطارقة والأساقفة والرهبان وقال لهم: قد كنت ذكرت لكم عن خادم العربي أنه لا يخلو من حاجة، وقد أفصح بحاجته، وهي أخف الحوائج على. وقد رأيت رأيا سمعوه، فإن رضيتموه أمضيته، وإن رأيتم خلافه تشاورنا في ذلك حتى تتفق كلمتنا. فقالوا: وما هو قال: حاجته الكتب اليونانية يستخرج منها ما أحب ويردها. قالوا: فما رأيك؟ قال قد علمت أنه ما بني عليها من كان قبلنا إلا أنه خاف إن وقعت في أيدي النصاري وقرأوها كان سببا لهلاك دينهم، وتهديد جماعتهم رأنا أرى أن أبعث بها إليه وأسأله أن لا يردها، يبتلون بها، ونسلم نحن