يتولد منها معرفة ما وصل إليها شيوخ المناطقة الآن -إلا شيخنا العلامة محيى الدين الكافيجى فقط -فطلبت كتاب ابن تيمية، حتى وقفت عليه فرأيته سماه (نصيحة أهل الإيمان في الرد على منطق اليونان) وأحسن فيه القول ما شاء من نقض قواعده قاعدة وبيان فساد أصولها. فلخصته في تأليف لطيف سميته "جهد القريحة في تجريد النصيحة" ثم إن كثيرًا من المخبطين، الذين هم عن تحقيق العلم بمعزل، لهجوا بأن يقولوا ما الدليل على تحريمه؟ وما مستند ابن الصلاح في إفتائه بذلك؟ ونحو ذلك من العبارات. والعجب أنهم يناضلون عن المنطق ولا يتقنونه، ويدأبون فيه وفي أبحاثهم لا يستعملونه، فيخبطون فيه خبط عشواء ولا يهتدون عند المناظرة والإستدلال إلا عمياء.
ولقد اجتمع بي بعض من قطع عمره في المنطق فرأي قول ابن الصلاح في فتاويه -وليس الاشتغال بتعلمه وتعليمه مما أباحه الشارع ولا استباحه أحد