وقال جعفر بن محمد: الناظر في القدر كالناظر في عين الشمس، كلما ازداد نظرًا، ازداد حيرة. قال أبو عمر رضي الله عنه: رواه السلف وسكتوا عنها، وهم كانوا أعمق الناس علمًا، وأوسعهم فهمًا وأقلهم تكلفًا؛ ولم يكن سكوتهم عن عي، فمن يسعه ما وسعهم فقد خاب وخسر روى حماد ابن زيد عن عبد الله بن عون عن إبراهيم قال لم يدخر لكم شيء خبي عن القوم لفضل عندكم. وذكر سعيد قال ثنا معتمر عن سلام بن مسكين عن قتادة قال قال ابن مسعود. من كان منكم متأسيًا فليتأس بأصحاب محمد- صلى الله عليه وسلم- فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبًا وأعمقها علمًا؛ وأقلها تكلفًا؛ وأقومها هديا؛ وأحسنها حالًا. اختارهم الله لصحبة نبيه- صلى الله عليه وسلم-، وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم في آثارهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم. وذكر ابن وهب في جامعه قال. سمعت سليمان بن بلال يقول سمعت ربيعة يسأل. لم قدمت البقرة وآل عمران، وقد نزل قبلهم بضع وثمانون سورة، وإنما نزلتا بالمدينة، فقال ربيعة. قد قدمتا وألف القرآن على علم ممن ألفه. وقد اجتمعوا على العلم بذلك فهذا مما ينهى الله، ولا نسأل عنه ولقد أحسن القائل:
قد نقر الناس حتى أحدثوا بدعًا *** في الدين بالرأي لم يبعث بها الرسل
حتى استخف بدين الله أكثرهم *** وفي الذي حملوا من دينه شغل