قال لا، قال: فشيء دعا إليه أبو بكر الصديق؟ قال لا، قال فشيء دعا إليه عمر بن الخطاب بعدهما؟ قال لا. قال فشيء دعا إليه عثمان بعدهم؟ قال لا؟ . قال فشيء دعا إليه علي بن أبي طالب بعدهم؟ قال لا قال الشيخ: فشيء لم يدع إليه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ولا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي تدعو أنت الناس إليه، ليس يخلو أن تقول علموه أو جهلوه، فإن قلت علموه: وسكتوا عنه، وسعنا وإياك من السكوت ما وسع القوم، وإن قلت جهلوه وعلمته أنا فيالكع ابن لكع تجهل النبي- صلى الله عليه وسلم- والخلفاء الراشدين شيئا تعلمه أنت وأصحابك؟ ! قال المهتدي: فرأيت أبي وثب قائمًا ودخل وهو يضحك. ثم جعل يقول: صدق ليس يخلو إما أن نقول علموه أو جهلوه فإن قلنا علموه وسكتوا عنه وسعنا من السكوت ما وسع القوم، وإن قلنا جهلوه فكيف يجهل النبي- صلى الله عليه وسلم- وأصحابه شيئا نعلمه نحن وأصحابنا. ثم قال: اعطوا هذا الشيخ نفقة وأخرجوه عنا.
ثم قال الآجري: وبعد هذا فنأمر بحفظ السنن عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأصحابه والتباعين لهم بإحسان وقول أئمة المسلمين مثل مالك والأوزاعي والثوري وابن المبارك وأحمد بن حنبل والقاسم بن سلام، ومن كان على طريقة هؤلاء من العلماء، وننبذ ما سواهم ولا نناظر ولا نجادل ولا نخاصم. وإذا لقينا صاحب بدعة في طريق أخذنا في طريق غيره، وإذا حضرنا مجلسًا نحن فيه قمنا منه هكذا أدبنا من مضى من سلفنا، ثم أخرج من طريق الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير قال: إذا لقيت صاحب بدعة في طريق فخذ في غيره.