ما شاء من نقض قواعده -قاعدة، قاعدة وبيان فساد أصولها، فلخصته في تأليف لطيف سميته، جهد القريحة في تجريد النصيحة.
ويفتتح كتاب جهد القريحة بما نصه "ذكر ما لخصته من كتاب ابن تيمية الذي ألفه في نقض قواعد المنطق -كتاب جهد القريحة في تجريد النصيحة للفقير إلى عفو ربه عبد الرحمن بن أبى بكر السيوطي الشافعي لخصته من كتاب نصيحة أهل الإيمان في الرد على منطق اليونان للعلامة تقي الدين بن تيمية.
ثم يبدأ الكتاب بالبسملة والحمد له -ويذكر أن لابن تيمية كتابين أحدهما صغير والآخر كبير هو "نصيحة ... " ثم يذكر أنه سيقوم بتلخيصه وسيسميه "جهد القريحة ... " ومع أن السيوطي لخص لنا في "صون المنطق" كتابا كثيرة، غير أنه لم يبدأها بالحمدله ولا بالبسملة كما فعل في هذا الكتاب فهل يعني هذا أننا بصدد كتاب مستقل عن الكتاب الأصلي.
إذا ما رجعنا إلى ما كتب عن هذا الكتاب لم تجد له ذكرا في حسن المحاضرة. أما صاحب كشف الظنون فقال "نصيحة أهل الإيمان في الرد على منطق اليونان لابن تيمية -اختصره السيوطي وسماه جهد القريحة في تجريد النصيحة" ومن هذا النص يتبين لنا أن هذا الكتاب مستقل تمام الاستقلال عن كتاب صون المنطق والكلام وأنه ليس جزءا منه.
ودليل آخر -هو أنه يوجد مخطوط لمختصر السيوطي منفصل عن صون المنطق والكلام في مكتبة ليدن في مجموعة فارنر المشهورة، وهذه المجموعة برقم 474، وفيها كتب أخرى للسيوطي غير كتابنا هذا.