الحريش القاضي ومحمد بن رافع وأبو قدامة السرخسي وغيرهم من المشايخ فزبرني يحيى بغضب، وقال: اسكت، وأنكر على المشايخ الذين في مجلسه استعظامًا أن أحكي كلامهم وإنكارا.
ثم قال- ذكر شدة الشافعي على أهل الكلام وإنكاره. وأخرج من طريق الكرابيسي، قال: قال الشافعي: كل متكلم على الكتاب والسنة فهو الجد، وما سواه فهو هذيان. وأخرج من طريق يونس بن عبد الأعلى- قال قال الشافعي: لا يقال: للأصل لم ولا كيف، إنما هو التسليم له. وأخرج عن أبي القاسم عثمان بن سعيد الأنماطي قال سمعت المزني يقول: كنت أنظر في الكلام قبل أن يقدم الشافعي؛ فلما قدم الشافعي أتيته فسألته عن مسألة في الكلام، فقال: لي أتدري أين أنت؟ قلت: نعم أنا في المسجد الجامع بالفسطاط، فقال: له أنت في تاران. قال أبو القاسم: وتاران موضع في بحر القلزم لا تكاد تسلم منه سفينة، ثم ألقى على مسألة من الفقه، فأجبت فيها، فأدخل شيئا أفسد جوابي، فأجبت بغير ذلك فأدخل شيئا أفسد جوابي، فجعلت كلما أجبت بشيء أفسده ثم قال لي هذا الفقه الذي فيه الكتاب والسنة وأقاويل يدخله مثل هذا، فكيف الكلام في رب العالمين الذي الزلل فيه كفر، فتركت الكلام وأقبلت على الفقه.