(1) وقد تمّ هذا الكتاب بعون الله على التقريب لغائبه ونائيه وتوخّى الحقيقة فى شاهده ودانيه وما به من خلل وزلل وسهو وخطل فالعذر الى قارئه ثمّ الى الله تعالى من تقصير إن كان فيه ولأنّ الإنسان بجزئيّته لا يبلغ أربه بكلّيّته إلّا بتوفيق وتأييد من الحكيم المجيد، والحمد لله حقّ حمده وصلّى الله على محمّد خيرته من خلقه وأبرار عترته وهو حسبى ونعم المعين، (2) وممّا يشهد لهذا الكتاب على غيره ممّا هو فى معناه وبسبيله من الكتب المؤلّفة فى أشكال الأرض أنّ أشهرهم بالتأليف فيها حكا عن بطلميوس «10» أنّ عرض الأرض من القطب الجنوبىّ الى القطب الشمالىّ الذي «11» تدور عليه بنات نعش قال واستدارة الفلك على الأرض فى مكان خطّ الاستواء ثلثمائة وستّون درجة قال والدرجة خمسة وعشرون فرسخا والفرسخ اثنا عشر ألف ذراع والذراع أربع وعشرون إصبعا والإصبع ستّ حبّات شعير مصفوفة بطون بعضها الى بعض قال ويكون ذلك تسعة «15» آلف فرسخ قال وبين خطّ الاستواء وكلّ واحد من القطبين تسعون «16» درجة واستدارتها مثل ذلك قال والعمارة فى الأرض بعد خطّ الاستواء