ولكرينه «1» سوق يجتمع فيه الناس كالموسم للشرب والقصف والعزف إبّان النيروز سبعة أيّام بأنواع الملاذّ وغرائب الزينة قد تأنّق حاضروه فى الاستعداد لمآكلهم ومشاربهم وادّخر أهل البلد ومن قصده من البعد وأطراف نواحيهم النفقات الواسعة والزينة الرائعة والملابس الحسنة والاحتفال لللعب «5» والطرب فيعتكفون على لذّاتهم ويتبارون فى مجالسهم ونشواتهم بحذّاق المسمعين والمسمعات على شاطئ الوادى وفى القصور قد ركبوا السطوح وغصّوا الأسواق بنهاية الاحتفال فى المآكل والمشارب والأنقال موصولا ليلهم بنهارهم لا يفترون ولا يعارضون ولا يمنعون قد أوسعهم «9» سلاطينهم ذلك واتّصلت العادة على مرّ الأوقات واختلاف السنين والساعات بترك العرض لهم والأخذ على أيديهم، ويقال أنّ نفقاتهم فى هذا السوق عند حلول الشمس الحمل يبلغ مائين ألوف دراهم مع مكنتهم من الفواكه الحسنة اللذيذة والمآكل الطيّبة الفاخرة والمشارب التى كالمجّان لرخصها وكثرتها إذ العنب يباع لديهم بمنّهم وهو أربع مائة درهم مائة منّا بخمسة دراهم ويكون المستخرج من عصيره نحو سبعين منّا يقوم بخمسة دراهم، وأمّا فواكههم فلجودتها وحلاوتها وصحّتها يلحق عتيقها بطراءة «16» حديثها كالكمّثرى والصينىّ والسفرجل والرمّان والتفّاح الكلمانىّ وكلمان ضيعة نفيسة بقرب اليهوديّة ولتفّاحها ذكاء فى الرائحة ولذّة فى الطعم وحسن فى المنظر وتعلّق أعنابهم فى المخازن والأهراء، وبالقرب من المدينة ماربانان ويقال إنّ بساتينها فى مساحة فرسخ عن يمين وشمال منها وهى من غربىّ اصبهان ويقال إنّ خراجها مائة ألف درهم والمعوّل فى الجمد والثلج على ما يعمل بهذه القرية لكثرته وتمكّنهم من عمله وقد يعمل الجمد الكثير بغيرها وبها من الفواكه الغزير الكثير وهى من جانب النهر الغربىّ، وبأسفل منها على نهر الوادى ضيعتان كبيرتان تدعى إحداهنّ بتروكان والأخرى مهروكان فى أنزه صقع ومكان وأنضره [100 ظ] ويخرج