ويكونون [88 ظ] على ما قاله أهل نواحيهم نحو عشرة ألف رجل مستظهرين ممتنعين وكان للسلطان عليهم جراية «2» يستكفّهم بها وهم مع ذلك يقطعون الطريق ويخيفون السبيل فى عامّة كرمان والى مفازة سجستان وحدود فارس فاستأصل الملك «4» شأفتهم وكسر شوكتهم وجاس ديارهم وأخرب نواحيهم وشتّتهم ثمّ ألجأهم الى خدمته وفرّقهم فى أكناف نواحيه ومملكته، وهم رجّالة لا دوابّ لهم والغالب على خلقهم النحافة والسمرة وتمام الخلق ويزعمون أنّهم من العرب وكانوا فى دعوة أهل المغرب فى جملة جزيرة خراسان «8» وتذكر طائفة تطأ أخبارهم أنّ ببلادهم أموالا مجموعة وذخائر نفيسة ويقولون أنّها مدّخرة لامام الزمان وصاحبه «9» ، والبلوص طائفة فى سفح جبل القفص ولم يخف القفص أحدا إلّا من البلوص وهم أصحاب نعم وبيوت شعر كالبادية وهم قوم ذووا سلامة لا يتأذّى بهم أحد ولا يعترضون لأبناء السبيل «12» إلّا بخير وبهم بلغ الملك «20» ما أحبّه من القفص، وجبال البارز جبال حصينة خصبة فيها أشجار وهى ناحية يقع فيها الثلوج وبلد من الصرود منيعة وأهلها ذوو سلامة لا يرون أذيّة أحد ولم يزل أهلها على المجوسيّة أيّام بنى أميّة كلّها لا يقدر عليهم وكانوا أشدّ من القفص شدّة وأكثر ضررا وبليّة فلمّا ولى بنو العبّاس أسلموا وكانوا مع ذلك فى منعة الى أيّام السجزيّة فأخذ يعقوب وعمرو أبناء الليث رؤساءهم وملوكهم وأخلوا تلك الجبال من عتاتهم، وجبالهم أخصب من جبال القفص وبها معادن حديد، وفى جبال المعدن جبال فيها فضّة تمتدّ من ظهر جيرفت على شعب يعرف بدرفارد الى جبل