البيت من بعده مستشفى مجاذيب ومارستاناً من المارستانات! تزوجت بغيره، فذهب ينتزعها من زوجها الشرعي ويرى أنه أحق بها، لأن اسمه واسمها منقوشان على شجرة زيزفون.
ما شاء الله! إنك تستطيع أن تأخذ المرأة من بين ذراعي زوجها لأنك حفرت اسمها مع اسمك على شجرة! اسمعوا يا عقلاء (وأين العقلاء؟) شريعة المجانين، اسمعوا منطق الحب!
هذا هو الحب الفرنسي: تفريط بحق الأسرة، واستهانة بواجبات الشرف والدين، واستئثار قاتل يمحو من الحياة أسمى فضائلها لهذه اللذة التي ينالها، ويُفقر النفس العامرة بالإيمان والفضيلة والمجد فلا يبقى فيها إلا صورة الحبيب، يراه العاشق في الأفق إذا نظر إليه والشمس واقفة للوداع، وفي السماء إذا تأمل فيها ونجومها تتوقد في هدأة الليل، وفي صفحة الماء وفي الروض البهيج، وفي كل كتاب يقرؤه ومشهد يراه:
أريد لأنسى ذكرها فكأنما ... تَمَثَّلُ لي ليلى بكلّ سبيلِ
* * *
فيا رحمتا لهؤلاء المجانين! إنهم عُمْيٌ لا يبصرون من الدنيا إلا وجه امرأة واحدة، صُمٌّ لا يسمعون إلا صوتها، بُلْهٌ لا يشتغلون إلا بها، مجرمون لا يبالون بكل رذيلة إذا أوصلتهم إليها، أذلاّء لأنهم فقدوا الرجولة والكرامة، وغدا المثل الأعلى لهم أن يطيعوا هذه الرعناء الطائشة لأن لها عيناً بلون السماء وزرقة البحر ... هذا هو الحب يا أيها الشباب الصغار!
كل عاشق هو «ستيفن»، ولو تناءت الديار وتباعدت