صور وخواطر (صفحة 348)

ولكن امرأ القيس استوقف أصحابه، فوَقَفوا له «مَطِيَّهم» يقولون: "لا تَهْلِكْ أسىً وتَجَمَّلِ"، واستوقفت أنا «سيّارة القصّاع» (?) لتنتظرني حتى أقف بالأطلال، فما التفتت سيارة القصاع إليّ ولا ردت عليّ. وكان وقوفه على «سِقْط اللِوى»، ألا تعرفون ما سقط اللوى؟ إنه بين «الدَّخول» و «حَوْمَل»! ثلاثة أسماء ما زالت تجري على كل لسان وتقرع كل سمع من ألف وخمسمئة سنة إلى اليوم، وما عرف أحدٌ قط ما هي ولا أين تكون! (?) ووقفت أنا على أطلال ماثلة في قلب دمشق وفي أكبر سُوحها.

ووقف امرؤ القيس ليبكي ذِكَرَ الغرام، ووقفت لأعرض صور الماضي وأعتبر بأحداث الليالي.

* * *

صليت العصر أمس في جامع «يَلْبُغا» (?) وخرجت أنتظر سيارة القصّاع، فسلم عليّ صديق لي، وأشار إلى بقايا الغرف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015