إلى طلب الانتساب، فكنت فيمن أراد. وجاؤونا برجل (ممثل) يعلّمنا التمثيل، قصير متحذلق، لا أدري ما صنع الله به بعد هذه السنين التي قاربت الأربعين، ولا أزال أذكر اسمه، حفظته لغرابته، وإن كان مكان الأسماء من ذاكرتي قد كثرت فيه الخروق التي لا تُرقَع! (?).
واختبَرَنا بجمل نلقيها إلقاء مسرحياً، على أن نعبّر عن معانيها بخلجات وجوهنا ولهجات حروفنا وإشارات أيدينا، فلما جاءت النوبة إليّ وألقيت تلك الجمل دُهش هو ومن كان معنا من الطلاب ورأوا شيئاً ما كانوا يتوقعونه، وشهدوا بأن هذا الشامي ممثل «جامد» (أي ماهر، ونعوذ بالله من الجمود). ما كانوا يتوقعونه هم مني، أما أنا فكنت أتوقعه من نفسي لأني كنت قد ألَّفت -من تلاميذي في المدرسة الابتدائية التي كنت أعمل فيها في دمشق- فرقة للتمثيل، وكنت أكتب لهم القصة وأعلمهم تمثيلها، وكنت بارعاً في التمثيل (?).
وما أريد أن أفيض في سرد القصة، فلذلك كتاب عنوانه «ذكريات نصف قرن»، كتبت منه كثيراً وبقي عليّ منه كثير (?)،