مَعاده إلى بلده استكتب أحدَ العلوج كتاباً بلسان القوم هناك، ثم وضع اسمه في ذَنَبه وأخذ به إجازةَ مشايخ الإفرنج بالتدريس والإقراء، وشهادتَهم له بأنه عالمٌ علاّمة مُدركٌ فَهّامة! وربما اشترطوا أن يأتي معه بزوجة إفرنجية من أجيرات المعامل أو بائعات التذاكر!
قال سعيد بن جمال الدين الأفغاني (?): وهذا هو القول الصحيح، وبه قال شيخنا الصوفي الصالح أبو قيس عز الدين بن علم الدين التنوخي قُدِّس سرُّه، تحقق له من باب الكشف.
قال جعفر الحسني (?): وقد ثبت عند أهل الآثار أن قبر السروجي بطاح الجمل في «شاغور دمشق» هو لشيخ السروجية هذا. قال الأصمعي: وهذا غلط، لأن شيخ السروجية حي يُرزَق، وهو اليوم أمير بَلاس (?)، من أعمال دمشق، يقصده فيها الشعراء وأرباب الحاجات فيعودون بالهبات الوفيرة من «جُرَز» البقدونس و «حُزَم» البصل، مَدَّ الله في عمره وزاد في ملكه.
وربما وُصف الواحد بصفة الجماعة، فقالوا: «الدكاترة زكي مبارك» (?). حدّثنا أبو هاشم محمد بن المبارك، عن أبيه، عن جده، قال: حدثني عمي عبد الله بن المبارك أن هارون الرشيد