إلى قرى مصر نائباً في الأرياف، فأهمل عمله وخان أمانته، وصار يفكر في الرقص والغناء وهو على كرسيّ النيابة في المحكمة، والقاضي ينتظر مطالعته والظَّنينُ يرقب ما تنفرج عنه شفتاه، فلما أفاق زعم أن نومه معجزة وأنه كان مع أهل الكهف (?). قلت: وكان يكتب في القهوات وعلى أرصفة الشوارع، ويزعم في «الرسالة» أنه يكتب «من البرج العاجي» (?).
قال: ولُقِّب طه بن الحُصَيني بطَقْطُر، بفتح الطاء وسكون القاف وضم الطاء الثانية، واختُلف في تفسيره على ثلاثة أوجه:
الأول: أنه لفظ أعجمي، معرّب «دَكْتُر»، والدَّكْتُر بلسان الروم الطبيب. قال منير العجلاني الدمشقي (?) في كتابه «الأمثال السائرة في طبقات الدكاترة»: وهذا أصح الأقوال، والجمع دكاترة، قاسوه على جِهْبِذ وجَهابذة قياساً على التوهّم. قال شارحه أحمد السمّان (?): وقياس التوهّم أن يكون على اختلاف الوزن المصرفي، وذلك لأن جِهْبِذ فِعْلِل كدِعْبِل، ودُكْتُر فُعْلُل كدُعْبُب، وربما أشبعوا الضمة فقالوا «دكتور»، كما قالوا «أصبوع» في أُصْبُع ويَبْرود في يَبْرُد، قال الشاعر (قلت: وهو عبد القادر بن المبارك):