صور وخواطر (صفحة 220)

حملها مرة في السنة أو مرتين. وأظن أن الإنسان أرقى من القط، فلماذا يكون للقط موسم واحد (هو عندنا شباط) وتكون شهور السنة كلها شباط عند بعض الناس؟ لهذه المغريات!

فالبلاء كله من هذه المغريات، من دعاة الشر ورسل إبليس الذين يزيّنون للمرأة التكشف والتبرج والاختلاط باسم المدنيّة والتقدمية والنهضة النسائية، وما يُعْنون بالمرأة إلا كعناية الجزّار بالنعجة: يطعمها ويدفع عنها ويحميها ويسمّنها، ولكن للذبح! والذين دأبوا على نشر صور العاريات في مجلاتهم من الممثلات الأجنبيات أولاً، ثم من بنات المدارس بدعوى الرياضة ونساء السواحل بحجّة الاصطياف، وعملوا على ذلك الدهر الطويل، على خطة مرسومة وسبيل معينة، صابرين محتسبين لوجه إبليس، ولولاهم ولولا مجلاتهم ولولا تلك الروايات من قبل وهاتيك الأفلام من بعد، ولولا الذين تخرّجوا بمدرسة الضلال ثم وَلُوا هم (مع الأسف) أمرَ أبنائنا وبناتنا في مدارسنا، ما رأينا ولا توهّمنا أننا سنرى يوماً بنات المسلمين يكشفن عن سيقانهن وأفخاذهن للعبة بكرة السلة أو لعرض في حفلة الرياضة أو لاصطياف على الساحل. ولو بُعث قاسم أمين ومَن شايعه على دعوته من رؤوس الفتنة، ورأوا إلامَ انتهت إليه المرأة بدعوتهم (التي أرادوا بها غير هذا) لأخذتهم الصّعْقة!

وأؤكد لك أن «ذلك الأمر» في حقيقته أتفه وأهون مما تظن، وأن الحديث عنه أعظم منه ووصفه أكبر أثراً في النفس من فعله. ولولا هذا الفن: فن الشعر والقصة والتصوير والغناء، ولولا هذا الذي يجمّل المرأة ويحسّن الحب، لما رأيت لتلك «الصلة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015