أو أن تصل الحديثَ بينها وبينه، أو أن تمشي معه في الطريق وتستعدّ معه للامتحان، وتنسى أن الله جعلها أنثى وجعله ذكراً وركّب في كلٍّ الميلَ إلى الآخر، فلا تستطيع هي ولا هو ولا أهل الأرض جميعاً أن يغيروا خلقة الله وأن «يساووا» بين الجنسين (?)، أو أن يمحوا من نفوسهم هذا الميل.
وإن دعاة المساواة والاختلاط باسم المدنيّة قوم كذّابون من جهتين: كذابون لأنهم ما أرادوا بذلك كله إلا متاع جوارحهم وإرضاء ميولهم، وإعطاء نفوسهم حظها من لذة النظر وما يأملون من لذائذ أُخَر، ولكنهم لم يجدوا الجرأة على التصريح به فلبّسوه بهذا الذي يهرفون به، بهذه الألفاظ الطنّانة التي ليس وراءها شيء: التقدمية، والتمدن، والحياة الجامعية ... وهذا الكلام الفارغ -على دَوِيّه- من المعنى، فكأنه الطبل!
وكذّابون لأن أوربا التي يأتمّون بها ويهتدون بهديها، ولا يعرفون الحق إلا بدمغتها عليه، فليس الحق عندهم الذي يقابل الباطل ولكن الحق ما جاء من هناك: من باريس ولندن وبرلين ونيويورك، ولو كان الرقصَ والخلاعة والاختلاط في الجامعة والتكشف في الملعب والعري على الساحل (?)، والباطل ما جاء