قلت: كيف؟ ألا يعلمونكم القرآن؟
قال: بلى، عندنا درس تجويد ودرس تفسير.
قلت: والفقه؟
قال: وعندنا درس فقه، وعندنا درس حديث ودرس وعظ.
قلت: وكم ساعة في الأسبوع لذلك كله؟
قال: عشر ساعات.
قلت: إنهم يستكثرون عليها الآن ساعتين في الأسبوع! ولست أدري لماذا يحسبونها درساً واحداً؟ إنها دروس مختلفة ولو كان يجمعها اسم «الدين»، فإذا كان يكفيها ساعتان فاجعلوا للعربية ساعتين فقط للنحو والصرف والإنشاء والإملاء والمحفوظات، وللرياضيات ساعتين فقط للحساب والهندسة والجبر، وللطبيعيات ساعتين ولو تعددت علومها.
* * *
وقطع الحديث وجعل ينظر مدهوشاً إلى النساء السافرات، الباديات الأذرع إلى الآباط والسيقان إلى الرُّكَب، الكاشفات عن الشعر والنحر والصدر.
قلت: ما لك؟
قال: ما هؤلاء؟
قلت: نساء.
قال: وهل تظنني حسبتهن بقراً؟ ولكن كل نساء الشام يلبسن