يا إخوتي القراء: إننا نعيش الأيام كلها في غفلة، فلننتبه اليوم، ولنقف كما يقف المسافر على المحطة، ينظر كم قطع من الطريق وكم بقي عليه منه. ولنفتح دفاترنا كما يفتح دفاترَه التاجرُ، لنرى ماذا ربحنا في سنتنا التي مضت وماذا خسرنا. ولنَمُدَّ أيدينا فنقول: يا ربنا، اغفر لنا ما سلف ووفقنا فيما بقي.
اللهم إذا كتبت لنا أن نعيش إلى مثل هذا اليوم من قابل، فاجعل ما يأتي خيراً لنا وللمسلمين مما ذهب، وإلا فاكتب لنا بفضلك وكرمك حسنَ الخاتمة، واغفر لنا ذنوبنا، وكفِّرْ عنّا سيئاتنا، وتوفَّنا مع الأبرار.
* * *