ومن صور تنوع خطاب الإعلام الثقافي في القرآن الكريم:

استخدام الأسلوب الخبري في الإعلام بالمعارف والأحكام

وهو الصورة البليغة، في عرض حقائق الأشياء، والتصورات الصحيحة، من خلال الأسلوب البياني المعجز، وما فيه من تكرار للمعارف، وتأكيد على المعاني، التي تمثل الإطار القرآني لثقافة الأفراد، والأمة بأسرها، وهذا ما يتضح بالأمثلة التالية:

التعريف بوحدة الدين (العقيدة) وتعدد الشرائع (?):

فَمِنْ لدن آدم عليه السلام، إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، دين واحد يقول تعالى {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (163)} (?).

وقال سبحانه {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} (?).

وهذا الدين -كما سماه الله في كتابه العزيز- هو الإسلام. قال تعالى {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} (?).

وكان لكل نبي شريعة يحكم بها في قومه، وتوالى الأنبياء على ذلك، حتى بلغت الرسالة للنبي الخاتم عليه الصلاة والسلام، فنُسخ ما قبلها من الأحكام والشرائع، وجُعلت رسالته حاكمة مهيمنة على ما قبلها قال الله تعالى {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015