الجزاء للمنفقين الكرام. قال سبحانه {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276)} (?). وقال تعالى {وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (39)} (?). وهكذا ينمي القرآن الكريم الإحسان، وحب البذل، في نفوس المؤمنين، فالإنفاق وإن كان في ظاهره نقصان مال المُنْفِق، إلا أنه على الحقيقة تزكية، ونماء لهذا المال، مما يغري المؤمنين ويشجعهم على نبذ الأثرة والبخل، والتحلي بالجود والكرم، طلباً لحسن العاقبة في الدنيا والآخرة. قال الله تعالى {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)} (?).
ومن أهداف الإعلام الاقتصادي في القرآن الكريم:
وذلك أن الله تعالى أراد مجتمع المسلمين، مجتمعَ تراحم، وتعاطف، وتكافل، لا مجتمع أثَرَة، ولا أنانية، ومع كفالة الحرية التامة في المعاملات الاقتصادية، وإطلاقها فيما أحله الله، ومباركة أرباح المتعاملين، إلا أنه سبحانه أمر باجتناب تلك المعاملات المحرمة، والتي يسودها الجشع، والسعي للربح الفاحش، فقال تعالى {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (?). وقال سبحانه {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} (?). وقال سبحانه {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279)} (?). فلم يتوعد الرب جل جلاله هذا الوعيد الشديد إلا لهؤلاء المرابين، الذين يأكلون أموال الناس بالباطل، ويثيرون الأحقاد، وينشرون