قبل الكلام عن التفسير الموضوعي، وأنواعه، وأهميته، لابد لنا أولاً من التعريف بهذا النوع من التفسير.
وكما هو واضح فهذا المصطلح التفسيري مركب من جزأين، نُعَرِّفُهُما أولاً، كلاً على حدة، ومن ثم نعرف بهما مجتمعين كمصطلح على نوع بعينه من أنواع التفسير.
التفسير لغة: من الفَسْرِ وهو الإبانة، وكشف المُغَطَّى (?). ويقولون فَسَر الشيء فَسْراَ: وضحه، ومثله فسَّر الشيءَ: وضحه، وفسَّر آيات القرآن: شرحها ووضَّح ما تنطوي عليه من معانٍ وأسرار (?).
التفسير اصطلاحاً: تعددت في معناه أقوال العلماء (?) وأقربها وأجمعها اختيار العلامة الزرقاني - رحمه الله - أنه:"علم يبحث فيه عن القرآن الكريم من حيث دلالته على مراد الله تعالى بقدر الطاقة البشرية" (?).
والموضوع لغةً: من الوضع؛ وهو جعل الشيء في مكان ما، سواء أكان ذلك بمعنى الحط والخفض، أو بمعنى الإلقاء والتثبيت في المكان، تقول العرب: ناقة واضعة: إذا رعت الحمض حول الماء ولم تبرح (?)، وهذا المعنى ملحوظ في التفسير الموضوعي، لأن المفسر يرتبط بمعنى معين لا يتجاوزه إلى غيره حتى يفرغ من تفسير الموضوع الذي أراده (?).