ومن ذلك قوله تعالى على لسان النبي عليه الصلاة والسلام {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ} (?). وقوله سبحانه على لسان نوح {فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (?).

وقوله سبحانه على لسان شعيب {قَالَ يَاقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} (?).وتمتع السياسي بهذه الصفات يكسبه ثقة الآخرين، ويرفعه فوق مستوى الشبهات، ويساعد على قبول أطروحاته في شئون الأمة.

ومن الصفات الضرورية أيضاً

العلم

وهي صفة لازمة لمُتَوَلِّي أمراً عاماً يستطيع به التمييز في الأمور، وتدبير شئون الرعية، ومعرفة الحلال والحرام، ونجد الأثر الفادح، والعاقبة المريرة، حين تصدر الجهال، وساد الرويبضة، وسفهاء القوم.

ولهذا نرى الصديق يوسف عليه السلام يسوق مسوغات تعيينه قائلاً، فيما حكاه ربنا تعالى {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} (?). ويأمر الله تعالى عباده المؤمنين بالرجوع لأهل العلم المُسْتَنْبِطين، من أهل الحل والعقد {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} (?)

وبعث اللهُ تعالى طالوتَ ملِكاً، على بني إسرائيل، فلما استنكروا ذلك لفقره، قيل لهم {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247)} (?)، فبالعلم تقوم الحضارات، وتتقدم الأمم، وتمتع السياسيين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015