الي بصره فوقعت مغشيا علي بين يديه وبعد حين افقت فوجدته يضرب بيده بين كتفي ويقول والله علي جمعهم اذا يشاء قدير: أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه. فأمرني بملازمته ومذاكرة اولاده بالعلم فقلت له اني طلبت كثيرا لكن الي الان ما فتح الله لي في شئ ولا اقدر علي استخراج ولا الآجرومية وكنت اذ ذاك كذلك فقال لي اجلس عندنا ودرس في كل علم شئت كل كتاب شئت ونطلب الله ان يفتح لك فجلست ودرست طائفة من الكتب التي كنت قرأتها وكنت اذا توقفت في شئ احس بمعاني تلقي علي قلبي كأنها اجرام وغالب تلك المعاني هي التي كانت مشائخنا تقررها لنا ولا نفهمها ولا اتذكرها قبل ذلك وكان مسكني لصيق مسكنه فكنت اعرف انه يختم القرآن العظيم بين المغرب والعشاء يصلي به النوافي ورأيته يوما تصفح جميع المصحف الشريف وجميع تنبيه الانام وجميع دلائل الخيرات في مجلس واحد فعجبت من ذلك وسألت بعض الحاضرين فقال لي من ورد الشيخ انه يختم ثلاثتها بعد صلاة الضحي وشاهدت له العجب العجاب في نزول البركة في الطعام وغير ذلك مما هو محض كرامة الله لأوليائه صحب نفعنا الله به امامي الطريقة فكان مرج بحري الشريعة والحقيقة سيدي عبد الله بن حسون السلاوي وسيدي ابو بكر بن حم الدلائي جد شيخنا المرابط ولكل منهما طريقة مشهورة بالمغرب ومنهم الداعي الي الله ابو عبد الله سيدي محمد بن عبد الله الفاسي صاحب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015