القول الثالث: وهو قول الإمام مالك بأن صلاة التراويح ست وثلاثون ركعة.
وجد أهل المدينة على ذلك: وقيل: ثمان وثلاثون، فقد روى محمد بن نصر المروزي، عن ابن أيمن، عن مالك هكذا، وقال مالك:" وعلى هذا العمل منذ بضع ومائة سنة "، ثم يقول مالك:" وليس في شيء من ذلك ضيق ".
فكان يرى أن الأمر موكول إلى المصلي فهو يختار العدد المناسب حسب نشاطه، وقد قال الترمذي في سننه:" أكثر ما قيل أنها تصلى إحدى وأربعين ركعة "- يعني بالوتر-.
ولكن نقل ابن عبد البر: عن الأسود بن يزيد:" تصلى أربعين ويوتر بسبع ".
وسبب اختيار أهل المدينة ستاً وثلاثين ركعة أن أهل مكة كانوا يطوفون بين كل ترويحتين طوافاً ويصلون ركعتين، ولا يطوفون بعد الترويحة الخامسة، فأراد أهل المدينة مساواتهم فجعلوا مكان كل طواف أربع ركعات فزادوا ست عشرة ركعة فصار المجموع ستاً وثلاثين ركعة. ذكره النووي 1 وغيره. والحمد لله رب العالمين.
المنتقل من معصية إلى معصية أكبر منها كالمستجير من الرمضاء بالنار.
والمنتقل من معصية إلى معصية، كالمنتقل من دين باطل إلى دين باطل.
(ابن تيمية)
المعاصي سبب المصائب، والطاعة سبب النعمة، وإحسان العمل سبب لإِحسان الله.
(ابن تيمية)