قوله: (إن كنت تعلم هذا الأمر) دليل على أن الاستخارة لا تكون في أمرين معًا؛ بل لا بد من أمرٍ واحد، وقد مضي بيانها في المسائل الفقهية.
في أكثر الروايات تقديم الدين على الدنيا في قوله: (في ديني ومعاشي) وفي رواية (ديني ودنياي)، وهذا من باب تقديم الأهم.
وفيه تربية للمؤمن؛ على أن أمر الدين أهم من أمر الدنيا؛ وهو كذلك، فإن من صَلُح دينه صلحت دنياه ولا بد، ومن فَسَدَ دينه فسدت دنياه وإن تزينت له بزينتها، وتزخرفت عليه زخارفها، فأي صلاح فيها مع فقد لذة الإيمان التي بها سعادة قلبه؛ وانشراح صدره ومادة حياته، وهذا يدركه أولوا الألباب.
قوله: (ومعاشي) يراد به الدنيا حسب الروايات الأخرى التي فيها التصريح بذكر الدنيا، فالمستخير يسأل ربه أن يعود عليه هذا الأمر بالخير في دينه ودنياه.
الجمع بين لفظتي: (ديني ومعاشي) في الخير والشر، يدل على أن ما كان خيرًا في دين المرء كان خيرًا في معاشه، وما كان شرًّا على دين المرء كان شرًّا على معاشه.