بداية ربيع الأول سنة 588هـ/آذار 1192م (?). إلا أن المفاوضات لم تثمر، عندها قامت جماعات من الصليبيين باحتلال بعض المدن والحصون التي كان دفاعها ضيقاً، مثل مدينة عسقلان التي أعاد ريتشارد تعميرها (?) وجعلها أمنع قلعة على كل الساحل الفلسطيني (?)، وكذلك احتلوا حصن الداروم الذي أمر صلاح الدين بتخريبه في وقت سابق وحين احتله ريتشارد نكل بالمدافعين عنه (?)، واحتلوا حصوناً ومواقع أخرى صغيرة على الساحل الفلسطيني (?).
بدأت المباحثات في 18 شوال سنة 588هـ/9 تشرين الثاني سنة 1192م عندما أرسل ريتشارد قلب الأسد رسالة إلى صلاح الدين من معسكره قرب بازور، يطلب منه الدخول في مفاوضات من أجل الصلح بحجة أن القتال أهلك كثيراً من قوى الطرفين وخربت البلاد (?). لكن هذه المفاوضات، الذي أناب فيها صلاح الدين أخاه العادل، لم تلبث أن تعثَّرت بسبب إصرار ريتشارد قلب الأسد على استعادة بيت المقدس والإقليم الواقع غرب الأردن بما فيه من حصون، وصليب الصلبوت، بالإضافة إلى تمُسكه بعسقلان وكلها شروط رفضها صلاح الدين وعرض ريتشارد قلب الأسد بعد بضعة أيام مقترحات جديدة تقضي:
1 - بأن يتزوج الملك العادل، أخو صلاح الدين من الأميرة جوانا، أخت ريتشارد قلب الأسد وأرملة ملك صقلية.
2 - يُعطي صلاح الدين أخاه كل ما بحوزته من أراضي في فلسطين، ويمنح ريتشارد قلب الأسد أخته ما بحوزته من المدن الساحلية، بما فيها عسقلان التي احتلها مؤخراً.
3 - يقيم العروسان في بيت المقدس، ويتردّد النصارى على كنيسة القيامة.
4 - يستعيد النصارى صليب الصلبوت.