القرآن الكريم وتعليم علم القراءات على الإمام القاسم أبي محمد الشاطي (صاحب الشاطبية ت 596هـ/1294) ووقف على هذه المدرسة عدداً كبيراً من الكتب قيل إنها بلغت مائة ألف كتاب، وجعل إلى جانبها كتاباً وقفه على تعليم الأيتام، ووصف المقريزي هذه المدرسة بقوله: وكانت هذه المدرسة من أعظم مدارس القاهرة وأجلها (?)، كما بنى السلطان العادل: أخو صلاح الدين مدرسة للمالكية وكذلك فعل وزيره صفي الدين عبد الله بن شكر (ت 630هـ/1232) إذ أقام مدرسة للمالكية في موضع دار الوزير الفاطمي يعقوب بن كلَّس، وكان ابن شاكر عالماً متفقهاً على مذهب الإمام مالك (?).

4. دار الحديث الكمالية

4. دار الحديث الكمالية: وكان للملك الكامل بن العادل شغف بسماع الحديث الشريف، كما كان معظماً للسنة وأهلها، راغباً في نشرها، فأنشأها بالقاهرة أول دار لتدريس الحديث، وهي: المدرسة الكاملية وذلك في عام 622هـ/1225م (?)، ووقفها على المشتغلين بالحديث النبوي، ثم من بعدهم على الفقهاء الشافعية، وأسند مشيختها إلى الحافظ عمر بن حسن الأندلسي (المعروف بابن دحية) ت 633هـ/1235م وكان بصيراً بالحديث معتنياً به، وتأدب الملك الكامل على يديه (?).

5. المدرسة الصالحية

5. المدرسة الصالحية: أما المدرسة التي بناها الصالح نجم الدين أيوب بن الكامل فقد أقامها مكان قصر الفاطميين الشرقي، وشرع في إنشائها في عام 639هـ/1241م مستوحياً فكرتها من المدرسة المستنصرية، حيث وقفها على المذاهب الأربعة ورتب فيها دروساً لهذه المذاهب في عام 641هـ/1243م يقول المقريزي عنه وهو أول من عمل بديار مصر دروساً أربعة في مكان (?). وتأتي أهمية هذه المدرسة في أنها أتاحت الفرصة للحنابلة كي يسهموا بجهودهم في حركة الإحياء السني في مصر، ذلك أنهم حتى تاريخ إنشاء هذه المدرسة كانوا الفئة الوحيدة - من بين طوائف السنة - التي لم يهتم الأيوبيون الأولون بإنشاء مدارس لها، ولعل السر في عدم الاهتمام بأمرهم أنهم كانوا قلة نادرة، يؤكد هذا ما يقوله السيوطي عنهم وهو بصدد ذكر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015