أصول العقيدة الإسلامية على مذهب أهل السنة ونهجوا نهج المذهب الأشعري وحرصوا على محاربة أي انحراف عنها، والقضاء على مظاهره وكان معظم الأيوبيين علماء بأصول هذه العقيدة (?)،

يقول ابن شداد عن صلاح الدين: وكان رحمه الله حسن العقيدة، كثير الذكر لله تعالى قد أخذ عقيدته عن الدليل بواسطة البحث مع مشايخ العلم، وأكابر الفقهاء، فتحصل من ذلك سلامة عقيدته عن كدر التشبيه، غير مارق سهم النظر فيها إلى التعطيل والتمويه ... وقد جمع له الشيخ قطب الدين النيسابوري عقيدة تجمع ما يحتاج إليه في هذا الباب وكان من شدة حرصه عليها يعلمها الصغار من أولاده، حتى ترسخ في أذهانهم في الصغر، ورأيته وهم يقرؤنها بين يديه (?)، ولقد سعت الدولة الأيوبية إلى نشر عقيدة أهل السنة في مصر وكافة أرجائها، وقد حرص صلاح الدين على أن تكون عقيدة أهل السنة هي ذات النفوذ في المؤسسات الفكرية التي أنشأها (?).

أولا: توسع الإيوبيين في إنشاء المدارس السنية

1. المدرسة الصلاحية

أولاً: توسع الإيوبيين في إنشاء المدارس السنية: بدأت هذه المرحلة في عام 572هـ/1176م أي بعد تمكن صلاح الدين من إخضاع معظم الشام لسلطانه ثم عوده إلى مصر لتدبير شؤونها ففي هذا العام أمر ببناء مدرستين: إحداهما للشافعية عند قبر الإمام الشافعي عرفت بالمدرسة الصلاحية والثانية للحنفية وتوالى بعد ذلك إنشاء المدارس السنية في أماكن متعددة من القاهرة وغيرها من البلاد من قبل أمراء الأيوبيين وأعوالهم، ولن نستطيع الحديث عن كل هذه المدارس لكثرتها، إذ أصبح إنشاء المدارس سنة متبعة من قبل أعيان الدولة في هذه الفترة رجالاً ونساء (?)، وإنما سنركز حديثنا حول أشهر المدارس .. التي كان لها دور في عملية التحويل الكبير للبيئة المصرية من المذهب الشيعي إلى المذهب السني (?).

1. المدرسة الصلاحية: بدأ بناء هذه المدرسة في عام 572هـ/1176م عند ضريح الإمام الشافعي وكان وقفاً على الشافعية ويصفها السيوطي بقوله: إنها تاج المدارس، ثم يذكر أن التدريس بها أسند

طور بواسطة نورين ميديا © 2015