صلاح البيوت (صفحة 387)

الْغَنِيّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَآءُ وَإِن تَتَوَلّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمّ لاَ يَكُونُوَاْ أَمْثَالَكُم} (?)

لا بد أن نري ربنا من أنفسنا أننا جديرون بحمل هذا الرسالة وتبليغها للناس, والقيام بما يجب علينا لأننا كالجسد الواحد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى وأن لاحتقر أنفسنا أمام اى عدو مهما كان, فلو تأملنا القرآن الكريم , نجد الله ضرب لنا مثلا عجيبا يلفت أنظار الناس , ففي سورة النمل ذكر قصة النمل مع سليمان, يقول الله سبحانه وتعالى: {وَحُشِرَ لِسْلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنّ وَالإِنْس وَالطّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ *حَتّىَ إِذَآ أَتَوْا عَلَىَ وَادِي النّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَأَيّهَا النّمْلُ ادْخُلُواْ مَسَاكِنَكُمْ لاَ يَحْطِمَنّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} (?) فلو نظرنا في هذه القصة لشعرنا بالخجل، فهذه نملة قومها كثر حتى سمي الوادي بوادي النمل وهى واحدة لكنها شعرت بالخطر المحدق بقومها. فلم تهتم فقط بمئات النمل حولها, ولكنها تجاوزت ماهو أكثر من ذالك فإذا هي تنادى جميع النمل {يَأَيّهَا النّمْلُ} تنبههم بالخطر القادم, ولاحظوا أنها ما احتقرت نفسها, ما قالت: ما قدرى في هذا المجتمع, فالنمل كثر جداً لكنها رأت أن عليها واجبا يجب أن تقوم به , فقامت به.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015