أختي المسلمة:
عليك بالقناعة والزهادة في الدنيا .. وإياك والطمع، فإن الطمع حروفه فارغة جوفاء، وإليك هذه القصة العجيبة، التي حكاها لنا الإمام الذهبي في تاريخه، قصة الرجل والكنز: خرج الولي بن عبد الملك من الباب الأصغر، فوجد رجلا عند الحائط بجوار المئذنة الشرقية، يأكل وحده، فجاء فوقف علي رأسه، فإذا هو يأكل خبزا وترابا، فقال: ما شأنك انفردت من الناس؟ قال: أحببت الوحدة، قال: فما حملك علي أكل التراب؟ أما في بيت المسلمون ما يجري عليك؟ قال: بلي ولكن رأيت القنوع، قال: فرد إلي مجلسه، ثم أحضره، فقال: إن لك لخبراً! لتخبرني به وإلا ضربت الذي فيه عيناك، قال: نعم، كنت جمالا، ومعي ثلاثة أجمال موقرة أحمالا، حتى أتيت مرج الصفر، فقعدت في خربة أبول، فرأيت البول ينصب في شق، فاتبعته حتى كشفته، فإذا غطاء علي حفير، فنزلت، فإذا مال صبيب، فأنخت رواحلي وأفرغت أعكامي، ثم أوقرتها ذهبا، وغطيت الموضع، فلما سرت غير يسير، وجدت معي مخلاة فيها طعام، فقلت أنا أنزل الكسوة، ففرغتها، ورجعت لأملأها، فخفي عني الموضع، وأتعبني الطلب، فرجعت إلي الجمال فلم أجدها، ولم أجد الطعام، فآليت علي نفسي ألا آكل شيئا إلا الخبز والتراب، فقال الوليد: كم تك من العيال؟ فذكر عيالا، قالا يُجري عليك من بيت المال، ولا تستعمل في شيء فإن هذا هوا لمحروم، قال ابن جابر: فذكر لنا أن الإبل جاءت إلي بيت مال المسلمين فأناخت عنده فأخذها أمين الوليد، فطرحها في بيت المال رواته ثقات قاله الكتاني (?)
فهذا نتيجة الطمع والحرص علي الدنيا.