قالت التاسعة: زوجي رفيع العماد، طويل النجاد، عظيم الرماد، قريب البيت من الناد.
قالت العاشرة: زوجي مالك، ومالك مالك خير من ذلك، له إبل كثيرات المبارك، قليلات المسارح، إذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك.
قالت الحادية عشر: زوجي أبو زرع، فما زرع؟ أناس من حلي أذني، وملأ من شحم عضدي، وبجحني فبجحت إليَّ نفسي، وجدني في أهل غنيمة بشق، فجعلني في أهل صهيل وأطيط ودائس ومنق، وعنده أقول فلا أقبح، وأرقد فأتصبح، وأشرب فأتفتح ‘ أم أبي زرع، فما أم زرع عكومها رداح، وبيتها فساح .. ابن أبي زرع فما ابن أبي زرع؟ مضجعه كمثل شطبه، ويُشبعه ذراع الجفرة، بنت أبي زرع فما بنت أبي زرع؟ طوعُ أبيها، وطوعُ أمها وملء كسائها، وغيظ جارتها. جارية أبي زرع، فما جارية أبي زرع؟ لا تبث حديثنا تبثيثا، ولا تنقث ميرتنا تنقيثا، ولا تملأ بيتنا تعشيشا .. قالت: خرج أبو زرع والأوطاب تُمخضُ فلقي امرأة معها ولدان كالفهدين يلعبان من تحت خصرهما برمانتين فطلقني ونكحها، فنكحت بعده رجلا سريا ركب شرياً، وأخذ خطيا، وأراح علي نعما ثريا، وأعطاني من كل رائحة زوجا،
قال: كلي أم زرع وميري أهلك .. فلو جمعت كل شيء أعطاني ما بلغ أصغر آنية أبي زرع .. قالت عائشة: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كنت لك كأبي زرع لأم زرع إلا أني لا أطلقك، فقلت: أنت لي خير من أبي زرع. رواه مسلم. (?)
وهذا ما ذكرناه من مسامرته ومؤانسته - صلى الله عليه وسلم - لأزواجه من الترويح لقلوبهن، ومن حسن العشرة لهن.