فعلى الفتاة تعلم أن الإسلام إنما أراد أن يؤمن شيخوختها الذابلة المنهكة، وأن يدفع إليها البشر والتفاؤل والأمان والاستقرار مع زوجها وشريك عمرها .. فالمرأة لن تظل جميلة طول العمر، ولا فاتنة ساحرة مدي حياتها .. فإذا ما ذبلت الزهرة - بتقدم العمر- وانمحت نضارتها، واعتصرت محاسنها، ولم تعد تصلح لإثارة غرائز الزوج، ونزل إلي الشارع ثم رأي فتاة في خير عمرها، وفي كامل زينتها، ورونقها وبهائها، جرت شهوته إلي غمار المقارنة بين ما ينظر في الشارع وما يراه في البيت، فتتكالب عليه الهموم والحسرات، وهو يندب حظه ونفسه، ولا نعتقد أن هذه المقارنة ستسر رأي أي فتاة في طور حياتها المتقدمة التي هي أحوج ما تكون فيها إلي زوجها.
إذن الإسلام حينما طلب منك أن تحتجبي، طالب لكِ ولسواك أن تحتجبي عن إغراء من هو لكِ (وهذا هو التأمين الجمالي للمرأة).
والذي يبدد رصيد المرأة من (طول الألفة والعشرة وامتدادها مع زوجها) هو نظرة الرجل في الشارع، إلي جمال سافر وحسن باهر، فيطغي علي كل مقدسات الروابط .. ومن هنا تتفكك روابط الأسرة وتنحل الآصرة الزوجية.