واجتمع فى الحجر عبد الله بن الزبير، ومصعب بن الزبير، وعروة بن الزبير، وعبد الله بن عمر - رضي الله عنهم - فقالوا تمنوا:
فقال عبد الله بن الزبير: أما أنا فأتمنى الخلافة.
وقال عروة بن الزبير: أما أنا فأتمنى أن يؤخذ عنى العلم.
وقال مصعب بن الزبير: أما أنا فأتمنى إمرة العراق والجمع بين عائشة بنت طلحة وسكينة بنت الحسين.
وقال عبد الله بن عمر: أما أنا فأتمنى المغفرة.
فنالوا ما تمنوا .. ولعل ابن عمر قد غفر له (?).
فنربي في الطفل علو الهمة، والنظر إلي العظماء ليكون عظيما مثلهم .. فطالب العلم أحوج الناس إلي علو الهمة، لأن حاجة الأمة إلي نبوغه أكثر من حاجتها إلي من سواه من الصانعين والمحترفين .. وهل الصانعون والمحترفون إلا حسنة من حسناته وأثر من آثاره، فالطفل في بلوغه الغاية التي بلغها النابغون من قبله لا يحتاج إلي خلق غير خلقه، وجو غير جوه، وسماء غير سمائه، وأرض غير أرضه، وعقل غير عقله، وأداة غير أداته، ولكنه في حاجة إلي نفس عالية كنفوسهم، وهمة عالية كهممهم (?)