وهكذا كان الصالحون يخافون علي أنفسهم وأولادهم من أكل الحرام .. فهذا والد الامام البخاري (رحمه الله) كان تاجرا، فلما مرض، قال له: يا بني! لقد تركت لك خمسين الف درهم لا أجد فيها درهما فيه شبهة.
- تربية الأطفال علي الصدق:
- توجيه النبي - صلى الله عليه وسلم - لأمته:
عن عبد الله بن عامر - رضي الله عنه - قال: دعتني أمي يوما ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاعد في بيتنا، فقالت: ها،؟ تعال أعطيك، فقال - صلى الله عليه وسلم -: " ما أردت أن تعطيه؟ قالت: أعطيه تمراً. فقال لها: أما إنك لو لم تعطه شيئاً كتبت عليك كذبة " رواه أبو داود والبيهقي في شعب الإيمان (?).
فلو كذبت المرأة أولادها في الحديث معهم .. حتى ولو كان الحديث في التسلية أو الضحك .. لعلمتهم الكذب وهي لا تشعر.
فيجب علي المرأة أن تراعي الصدق مع أولادها، فلو طُرق الباب وفتح الولد الباب فسأله الطارق عن أبيه، نعوده أن يقول الصدق.
ويحكي: أن أحد طلبة العلم، أراد أن يذهب إلي بغداد لطلب العلم وكان صغيراً، فأعطته أمه أربعين ديناراً ميراثه من أبيه وقالت له: ضع يدك في يدي وعاهدني علي التزام الصدق فلا تكذب أبداً ‘ فعاهدها علي ذلك .. وخرج مع قافلة يريد بغداد، وفي أثناء الطريق خرج اللصوص ونهبوا كل ما في القافلة .. ورأوا هذا الصبي رث الثياب ‘، فقالوا له: هل معك شئ؟ فقال: معيَّ أربعون ديناراً، فسخروا منه وحسبوا أنه أبله وتركوه ورجعوا إلي كهف كان به كبير اللصوص،